من خالد عبد العزيز
الخرطوم (رويترز) – دعا تجمع المهنيين السودانيين، الجماعة التي قادت الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير، يوم الاثنين إلى حل المجلس العسكري الانتقالي وإلى تشكيل مجلس مدني مؤقت جديد.
وكثف ممثلو التجمع الضغط على قادة القوات المسلحة وأصدروا قائمة طويلة بمطالب التغيير على نحو أعمق وأسرع.
وقال أحمد الربيع عضو تجمع المهنيين السودانيين لرويترز إنه ما لم تتحقق مطالبهم، فسيواصل التجمع الضغط من خلال الاحتجاجات ولن ينضم إلى أي حكومة انتقالية في المستقبل.
وعقد التجمع أول مؤتمر صحفي منذ أن أطاح الجيش بالبشير الخميس الماضي في أعقاب احتجاجات استمرت لشهور.
وذكر التجمع أن المجلس الانتقالي المدني الجديد يجب أن يمنح كل السلطات التنفيذية وأن تكون القوات المسلحة ممثلة فيه مع حل المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى السلطة الأسبوع الماضي.
وقال الربيع لرويترز “إذا لم تتم الاستجابة لمطلبنا بتشكيل انتقالي مدني بتمثيل للعسكريين وإلغاء المجلس العسكري الحالي، فلن نكون جزءا من الجهاز التنفيذي وسوف نواصل التصعيد الجماهيري والاعتصامات لتحقيق مطالبنا”.
جاءت طلبات تجمع المهنيين السودانيين بعد ساعات من قول شاهد من رويترز إن محتجين تحركوا لصد محاولة لفض اعتصام أمام وزارة الدفاع، حيث يضغط المتظاهرون من أجل تحول سريع إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالبشير.
وتجمعت قوات عند ثلاثة جوانب للاعتصام وكانت هناك جرارات تستعد لإبعاد حواجز من الحجارة والمعادن، لكن المحتجين شكلوا حلقات حول منطقة الاعتصام لمنعهم.
وتحدث في المؤتمر الصحفي قادة بارزون من تجمع المهنيين السودانيين، وأغلبهم شباب كانوا محتجزين حتى بعد الإطاحة بالبشير.
وجدد ممثلو التجمع دعواتهم لإقالة رئيس القضاء ونوابه والنائب العام. وطالبوا بحل حزب البشير (حزب المؤتمر الوطني) وقالوا إنهم تلقوا تأكيدات من المجلس العسكري بأن الحزب لن يشارك في الحكومة الانتقالية.
ودعا التجمع أيضا إلى وضع أصول الحزب تحت الحراسة واحتجاز قادته البارزين.
وحث أيضا على حل المجموعات شبه العسكرية الموالية للحكومة السابقة. ودعا إلى “إلغاء كافة القوانين المقيدة للحقوق والحريات وأولها قانون جهاز الأمن الوطني مع إعادة هيكليتها وحل هيئة العمليات الخاصة بالأمن الوطني واختصار دور الأمن الوطني في جمع المعلومات”.
واستقال يوم السبت مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبد الله محمد صالح المعروف باسم صلاح قوش. وكان ينظر إليه ذات يوم على أنه أقوى شخص في البلاد بعد البشير وحمله المحتجون مسؤولية مقتل المتظاهرين المطالبين بإنهاء الحكم العسكري.
وقالت قمرية عمر عضو تجمع المهنيين السودانيين “بالنسبة لنا في تجمع المهنيين السودانيين في المرحلة الأولى مرحلة الحكومة الانتقالية هيكون لنا دور في إعادة الخدمة المدنية ومؤسسات الدولة وارسائها دولة ديموقراطية”.
وأضافت “فيما بعد ذلك تجمع المهنيين السودانيين هيكون عبارة عن نقابات وهيكون حارس للديمقراطية في السودان”.
* “حماية الثورة”
خارج وزارة الدفاع، ردد المحتجون، الذي يبلغ عددهم نحو خمسة آلاف ويتوافد عليهم المزيد، شعارات “حرية، حرية” و”ثورة، ثورة”، وناشدوا الجيش أن يحميهم.
وقرع بعضهم الطبول ولوحوا بأعلام البلاد مع نزولهم الشوارع، بينما احتمى آخرون من الشمس تحت المظلات والخيام.
وقال تجمع المهنيين السودانيين “نرجو من الجميع التوجه فورا إلى ساحات الاعتصام لحماية ثورتكم ومكتسباتكم”.
وفي المؤتمر الصحفي قال التجمع إن الجيش تعهد بحماية الاعتصام.
وبدأ الاعتصام خارج المجمع، الذي يضم أيضا مقر جهاز الأمن والمخابرات الوطني ومقر إقامة الرئيس، في السادس من أبريل نيسان بعد احتجاجات استمرت أكثر من ثلاثة أشهر، أشعلت فتيلها أزمة اقتصادية متفاقمة.
وقال المجلس العسكري يوم الاثنين إنه يعيد تشكيل رئاسة الأركان المشتركة وإنه عين رئيسا جديدا لأركان الجيش ونائبا له.
* مكان البشير
قال السفير البريطاني لدى السودان عرفان صديق إنه التقى مع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو وطلب منه “تحديد مكان الرئيس السابق البشير وغيره من كبار شخصيات النظام السابق”.
وعندما أعلن الجيش الإطاحة بالبشير، اكتفى بالقول إنه اعتقل وجرى التحفظ عليه في “مكان آمن”. وأبلغت مصادر سودانية رويترز أن البشير في القصر الرئاسي تحت “حراسة مشددة”.
وقال صديق على تويتر إنه طلب أيضا إصلاح جهاز الأمن والمخابرات الوطني والإفراج عن المحتجزين بالإضافة إلى إلغاء كل مظاهر البيروقراطية والسماح بتسليم المساعدات الإنسانية.
ويقود دقلو، الذي يشتهر باسم حميدتي، قوات الدعم السريع التي اتهمتها جماعات حقوقية بارتكاب انتهاكات على نطاق واسع في إقليم دارفور بغرب البلاد. وسبق أن نفت حكومة السودان ارتكاب القوات لأي مخالفة.
والتقى حميدتي أيضا مع دبلوماسيين غربيين آخرين ومن بينهم القائم بأعمال السفير الأمريكي والسفير الهولندي لدى السودان.
(شارك في التغطية أحمد طلبة – إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)